ترى الفلسفة المادية أن العقائد الدينية إن لم تكن خرافة وأساطير الأولين فإن الدين في أفضل حالاته قناعة ذاتية وليست قضية علمية يقينية، لا يجوز لصاحبها ادعاء الحقيقة، وأن يعمل على كونها عالمية تنازع الحداثة الكونية، وعلى فرض أن الإسلام هو قاعدة دينية علمية، ويعتقد المسلم أن البشرية مكلفة بالإيمان بما جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الحداثة سترى في الإسلام قبرا لها، أو أن ترى نفسها قبرا للإسلام، وليست فتاوى الحداثة التي تتوقف في أصول الدين سوى جزء من تسلل الحداثة من الشبابيك مواسير المجاري لأنها عاجزة عن المواجهة من الباب، فأدلة الإسلام العقلية والنقلية لا تُجارَى ولا تُبارَى.