إذا كنتَ تصلي وحصلت كارثة كحريق أو زلزال وكانت النجاة في قطع الصلاة وأنت قادر على أسباب النجاة، فهذا يعني أن قطع الصلاة واجب شرعا، لأن الصلاة تُقضى إذا فاتت والحياة لا تُقضى، واختيار الموت ساجدا في الكارثة مع القدرة على النجاة، هو انتحار مُتَخَفٍّ في ثياب الطاعة، ولا تنْسَ أن الجريح الذي أفتاه بعض الصحابة بالغُسل مع أن فرضه التيمم، ثم اغتسل الرجل ومات، قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: (قَتَلُوه قَتَلَهُم الله ألا سَألُوا إذ لم يعلموا فإنَّما شِفَاء العِيِّ السؤال)، ولم يأمر بِزَفِّ الشهيد إلى الحور العين في الجنة، لأن موته كان فيه مفسدة شرعية بسبب خطأ القيادة، التي أودت بحياة هذا المسلم، نعم، هذه هي المحاسبة والمسؤولية التي يستعصي فهمها على التدين الوعظي والعاطفي الخالي من الفقه.