إن السجال بين الأنبياء وأممهم الكافرة كان على أن الله واحد في ربوبيته هو وحده المالك المدبر الرازق القادر على البعث دون تأثير من المخلوقات معه في قدرته وإرادته، وإن الزعم بأن الأنبياء لم يبعثوا بتوحيد الربوبية لأن المشركين موحدين بالربوبية يغفل عن ذلك السجال الكبير (هذان خصمان اختصموا في ربهم) وذلك انتقاص النبوة وتفقيس لفكرة وحدة الأديان التي هي أخطر من الدين الإبراهيمي القاصر على أصحاب الكتب السماوية، لأن توحيد الربوبية للمشركين يشمل الديانات الوثنية أيضا.