يمكن إقصاء الشريعة بالسلطة القاهرة، التي لا يد للناس فيها، ولكنهم يقومون بالواجبات الدينية الكثيرة التي لا تتوقف على وجود سلطة، وأبرزها أركان الإسلام والإيمان، والخطر الأكبر هو رفع الشريعة معرفيا، بسبب الصدام المفتعل الذي أدى إلى مركزية النصوص المتشابهات، وهامشية المحكمات البينات، مما يؤدي إلى تأجيل معاني الشريعة، وتوقيف أحكامها، والانتهاء إلى العدمية الدينية، بعد حالة عدم الاستقرار الفقهي التي نتجت عن إقصاء المذاهب الأربعة المتبوعة عن المركز، وإحلال تفسير الروايات المهجورة والأقوال المنقطعة مكانها، فقد رُفِعَت ليلة القدر بسبب جدال رجلين، فكيف بضرب نصوص الشريعة بعضها ببعض؟! فإنه سيرفَع الشريعة كلها، لذلك الخطر على الشريعة من داخلها، لا من خارجها، حقا ولَدَت الأمة ربَّتها.