إن الاعتقاد بالتثليث وهو أن الله واحد، ولكنه مكوَّن من ثلاثِ ذوات هي الأقانيم، وأنه لا يخل بتوحيد الربوبية، هو تمهيد لاعتقاد أن الإله الواحد المركَّب من ذوات لا يُخل بتوحيد الربوبية، لتصحيح مذهب الكرامية في الخالق الواحد المتعدد الذوات من وجْهٍ ويدٍ وقَدَم الخ، ويصبح الخلاف مع الثالوث -بزعمهم- ليس في مبدأ الإله الواحد المتعدد الذوات، بل الخلاف في التفاصيل فيما تكون عليه تلك الذوات، لذلك كان زَعْم توحيد الربوبية للمشركين تأسيسا لمبدأ وحدة الأديان وأنها ليست مختلفة في مبدأ تعدد ذات الإله الواحد بل مختلفة في التفاصيل، وأمتنا كلها تقول:(قل هو الله أحد) واحد بالذات والصفات والأفعال.