لا يخفى على أي قاريء للكتاب العزيز كثرة الآيات التي تبين الاشتباك اليومي في الدعوة بين الأنبياء والمشركين الذين كفروا بقدرة الله تعالى على الخلق الثاني بعد الموت هو البعث، ومع أن الخالق والقادر من أخَصِّ صفات الربوبية، إلا أن كثرة تلك الآيات، لم تنفع في إقناع الزاعمين بأن أبا جهل وشيعته لم يكونوا موحدين بالربوبية، بل انْتقَصُوا النبوة بزعمهم، وبنوا باطلا على باطل، وقالوا: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُبعث بتوحيد الربوبية، فهل عَمِيت الأنباء عن الفرق بين الإيمان بوجود الرب وتوحيده، حقَّا ولدت الأمة ربتها.