عجائب الترجيح في زمن المسلم الأخير

من عجائب الترجيح أن يُعرض على العامة متشابه الدليل من  الكتاب والسنة، ثم يوضع في مقابل ذلك مذهب إمام مجتهد، ويقال: هل تتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم المعصوم أم تتبع مذهب ذلك الإمام، وعلى هذا فإن الخيار أمام المسلم الأخير هو اتباع المعصوم، وترك المذهب، لأن المسلم الأخير لا يفرق بين الدليل في كلام الشارع، وبين قول المجتهد وهو استدلال مستفاد من الدليل، ولا يفرق المسلم الأخير بين التعارض مع إمكان الجمع بين الأدلة والتعارض الذي يعني التساوي الموجب: للترجيح، أو الوقف، أو تساقط الأدلة، فهو اخترع صداما مصطَنعا بين الكتاب والسنة وبين وقوله تعالى في سؤال العالم (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)، وضربوا كتاب الله بعضه ببعض، وهذا هو التدين الإعلامي الذي ظاهره الشرع، وباطنه تناقضاتُ الدين والزَّيفُ المقدس، حقا ولدت الأَمَة ربتها.

الطريق إلى السنة إجباري

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

14-شعبان -1444

6-3-2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top