حشَد الأردن كل إمكانياته لدعم الصامدين في غزة، نيابة عن هذه الأمة، وقد توجهت يد الواجب إلى المرابطين هناك، على ذلك الثغر من أعظم ثغور الإسلام في هذا الزمان، ولكن فقراء الأردن الذين عفُّوا وآثروا إخوانهم على أنفسهم، ولم يتبرموا من نقل يد الواجب لغزة، لهم حق أيضا في زكاة أموال البلد وصدقة الفطر فيها، وأن يَجري إخوانهم الأغنياء في فقراء البلد مَجرى الرفق والوسط، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم في الصحابة مع أصحاب العزائم، فكان يَردُّهم إلى الوسط الأرفق بهم، حتى لا ترهقهم العزائم، ويقعوا في العَنَت، مما يؤدي إلى الانقطاع عن العمل، فيجب أن يَعِز َّ على الأغنياء في هذا البلد المرابط ما أصاب فقراءه من الشدة، وأن يسلكوا بهم مسلك الرفق والوسط اقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى (عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ)، ويد غزة هي العليا ويد غيرها السفلى.
