قريش ودعوى المؤامرة  ( لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ )

 

قريش ودعوى المؤامرة

 ( لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ )

1-دعوى المشركين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتردد على أعجمي يعلمه القرآن، هي دعوى مضحكة، ذلك لو كان كلامهم صحيحا، للزم أن يتردد النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك الأعجمي مرات كثيرة ليأخذ عنه القرآن، مما يقتضي ظهور التردد ذهابا وإيابا على الملأ، وهو ما لم يحصل، بالإضافة إلى أن العرب هم الفصحاء وأهل البيان، عجزوا عن معارضة القرآن، فكيف يكون الأعجمي أفصح منهم، وهذا باطل بالحس أيضا، ولكنهم اخترعوا دعوى المؤامرة، غير قابلة للنفي والإثبات لأنها خفية، لتبرير عجزهم وتخاذلهم عن البينة، ولتضليل الناس عن معجزة قرآن.

2-فعندما يخفق الإنسان عن فهم الواقع، ويعجز عن المواجهة مع وضوح هجمة الأعداء على الأمة، ويصبح خانعا لا يدري أين يقف، فإن أفضل مبرر للعجز  هو دعوى المؤامرة، فالمؤامرة لا يمكن إثباتها ولا يمكن نفيها، وتصبح عندئذ من الغموض البناء الذي يواسي العاجزين، ويجدون لهم مبررا في الاستكانة، ومسرحا لاتهام الخصوم، وذريعة لعدم القيام بالفرائض الشرعية بسبب فساد الآخرين، ومادة إعلامية ثرية لتضليل العامة عن قضيتهم الأساسية، وحصد إعجابات الجمهور في المسرح المهجور، وصرفهم عن الحقائق والمبادرة للعمل، ويصبح الجمهور عندئذ يعالج مشاكله بالوسواس القهري، كمن يستدفئ من البرد بالبول في ثيابه، فما أشبه الليلة بليالي قريش.

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا يَنْجبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

28-رمضان-1445

8-4-2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top