حيث حَكَم العقل بأن الشيء ممكن، كفناء النار وبقائها، وخلود الكفار في النار إذا بلغتهم الدعوة صحيحة وجحدوها، فإن الشرع يأتي بالقاطع ببقاء النار وخلود الجاحدين فيها، وحيث جاء النقل محتمِلا كقوله تعالى: (الله خالق كل شيء) يُوهم بعمومه أن الله خلق نفسه، فيأتي العقل قاطعا بأن العموم أريد به الخصوص، لأن العقل قاطع بأن الله ليس مخلوقا، لأنه أزلي بلا ابتداء، وعليه، فلا يجوز ردُّ القاطع العقلي بالمحتمِل النقلي، ولا القاطع النقلي بالممكن العقلي، وهذا هو معنى رد المتشابه للمحكم، وأن الشريعة محكمة بالهيئة الاجتماعية من العقلي والنقلي.