قال لي: لا يتحقق النصر إلا بالاستعانة بالخارج والدول العظمى، فقلت: لن يخرج النصر إلى من بيوتنا، فعبارة (لن يخرج النصر إلى من بيوتنا) دلالتها تَبَعيَّة لتأكيد أن النصر لن يكون من الخارج، بل باعتمادنا على أنفسنا، وما حكَّ جلدَك مثلُ ظُفرك، ومِن الخطأ أن يعترض أحدُهم على العبارة بقوله : إذا كان النصر لن يخرج إلا من بيوتنا، فإنه -بزعمك-لن يخرج من مساجدنا، لأن المعترِض قَلَب الدلالة التبعية المؤكدة أن النصر من الداخل لا من الخارج، إلى دلالة أصلية مؤسِّسَة أنها من بيوتنا لا من المساجد، فأفْسد المعنى بسبب عدم إدراك الفرق بين الدلالتين الأصلية والتبعية، وكثير من الانحرافات في فهم النص الديني من هذا الباب، تَقْلِب الدلالة التبعية إلى أصلية وبالعكس.