الفتنة لا تكون بين حق وباطل، لأن الباطل زاهق، وأما الفتنة فهي بين فريقين كل منهما معه بعض حق، فنصرة غزة حق قاطع لا شك فيه مع المتظاهر ، ولا يختلف رجل الأمن عن المتظاهر في ذلك، والحفاظ على الأمن وعصمة الدماء حق قاطع أيضا واجب على رجل الأمن، والمتظاهر لا ينكره، ولكن عندما يتلبس المتظاهر الذي معه بعض الحق بشعارات وأفعال تهدد الأمن، أو يتجاوز رجل الأمن حدوده فيفتك بالمتظاهر، فقد التبس الحق بالباطل بين جميع الأطراف، فينظر كل منهما إلى الحق الذي معه، والباطل مع مقابله، ولا ينظر إلى الباطل الذي هو عليه والحق الذي مع مقابله، فهذه هي الفتنة العمياء، القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي.
الطريق إلى السنة إجباري
الكسر في الأصول لا يَنْجبِر
عبد ربه وأسير ذنبه
أ.د وليد مصطفى شاويش
عَمان الرباط
23-رمضان-1445
3-4-2024