بطلان النموذج الحداثي في الإصلاح وتفسير الصراع (يد الواجب لغزة نموذجا)

1-يقوم النموذج الحداثي على تنظيم الصراع بين السلطة والمعارضة وتبادل الأدوار حسب الغلبة والقوة، فإذا تناولنا موضوع تقديم المساعدات للصامدين في عزة، فهذا لا يمكن أن يتم إلا بإذن من العدو، بل واشتراط العدو مكاسب له من أجل الموافقة على مرور المساعدات، ناهيك عن الإتاوات التي يأخذها الفاسدون على وصول الضروريات لغزة، ولكن الضرورة لأهل غزة راجحة على دفع الرشوة للفاسدين، ومكاسب العدو المشترَطة، لأن حفظ حياة المؤمنين مقدمة على المانع المغمور وهو الرشوة ومكاسب العدو.

2-أما المعارضة فإنها غير قادرة على هذا الترجيح السابق في فقه الشريعة، لأنها تستند إلى إعجاب الجمهور، الذي سيعد مكاسب العدو من باب التطبيع، وإعانة الفاسدين من باب الرشوة، وتضييع الضروري في حياة المؤمنين، وهذا النموذج من التفكير القائم طَرَفية الشريعة ومركزية الصراع بين السلطة والمعارضة يُفوِّت ضرورة شرعية مُلحَّة للإبقاء على حياة المؤمنين الصامدين في غزة.

3-لذلك نقول ببطلان نموذج الحداثة القائم على تناقضات المعارضة والموالاة الفاشل في تحقيق ضرورات المسلمين ومصالحهم، لأن أسلوب المعارضة والموالاة قائم على تحقيق مكاسب فئوية خاصة لأحدهما، والتضحية بضروريات الأمة.ولو على حساب حياة أهل غزة، مما يستدعي من جديد العودة إلى مركزية الشريعة وطرفية السلطة خلافا للحداثة.

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا يَنْجبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

23-رمضان-1445

 3-4-2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top