هل الفكر  الديني المعاصر بانتظار مارتن لوثر (لا سمح الله)

1-تحويل الشريعة من البيان وتغيير المنكر إلى صراع على السلطة:

بعد سيطرة نموذج الحداثة على الفكر الديني في المجتمع السني المعاصر بتقسيمه إلى ثنائية المعارضة والموالاة، ومركزية السلطة وطرفية الشريعة، وإعادة النظر في النص وتجاوز المذاهب المتبوعة، وحشدت المعارضة نصوص الشريعة في الجهاد وتغيير المنكر  ضد الموالاة، وأفتت الموالاة للدولة بجواز قتل الثلث لإصلاح الثلثين، وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك، وقاتلت الطائفة المنصور ة الفرقة الناجية قتال ردة، وصار الجهاد من حرب العدو إلى الحرب الأهلية، وأصدر  الأشياخ صكوك حرمان لأهل أصحاب الكبائر  بتكفيرهم، وفي النقيض أصدروا صكوك غفران للكافر الذي بلغته رسالة الإسلام صحيحة أنه ناج في الآخرة، مع هدية مجانية بالقول بفناء النار، كل ذلك ناهيك عن الصراع الديني في ذات الله وأسمائه وصفاته، الذي ألغيت فيه الأدلة العقلية القرآنية واتهمت أنها من قوانين أرسطو، وشاع رهاب العقل في الوسط الديني كما شاع في عهد الكنيسة من قبل.

2-توليد صراع الكنيسة والقيصر داخل الإسلام:

يعني أن الفكر الديني المعاصر على النحو السابق قد نحَت صراعا طائفيا دمويا باسم الدين داخل البيت السني نفسه، وتحولت الشريعة من البيان العلمي إلى الصراع الطائفي الدموي على السلطة بين رجال الدين أنفسهم في ثنائيات القطيعة بين الموالاة والمعارضة من جهة، وتوليد الصراع مع الدولة من جهة أخرى، واستحداث صراع الكنيسة مع القيصر  في العصور الوسطى، والحالة الدينية العدمية المتهادمة.

3-تناقضات المتدينين فتنة للمؤمنين:

 وإذا حدث ذلك أخشى أن يشك الناس في الدين نفسه، فإنهم لن يفرقوا بين الدين الحق، والزيف المقدس في شريعة الربة التي أنتجها الفكر الديني المعاصر، وعندئذ تصبح الحاجة قوية إلى إصلاح ديني جديد، على يد مارتن لوثر  بالنسخة الإسلامية المزورة، لم يعد فيها مالك يستنبط من عمامة ربيعة، ولا أبو يوسف مقوسا ظهره بين يدي أبي حنيفة، ولا البويطي يدون البيان بين  يدي الشافعي، ولا ابن حنبل قائما بالأثر، حقا ولدت الأمة ربتها.

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا يَنْجبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

24-رمضان-1445

4-4-2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top