عندما يفقد الإنسان الأمل ويدخل في دورة العجز والانسداد السياسي تظهر نبوءات دينية تبشر بالنصر، وتحدد لذلك النصر أجلا معينا، يلامس قاع الإحباط ويبعث فيه أملا مؤقتا، حتى إذا تبين عدم الصدق التنبؤ استحدث له قراء الفنجان ومُتَكلِّفُو الإعجاز العددي في القرآن أجلا جديدا أو تمديدا لحالة العجز، وممارسة الانتظار للنصر الفجائي دون إعداد، إذ ما فائدة الإعداد إذا كان موعد النصر حتمية عددية-برأيهم- يدل عليهاالقرآن وقارئة الفنجان، وهي قراءة تتناقض مع الاشتراط الشرعي بتحقيق إنجازات حقيقية وصفات بيَّنها منطوق النص لتنزيل النصر الإلهي (إن تنصروا الله ينصركم)، فهل نترك منطوق النص وسنن الله في المداولة بين المؤمنين وأعدائهم، إلى هشاشة التدين وقارئة الفنجان.