(نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ )

الإيمان بالله -سبحانه- هو حبل النجاة إلى العباد، ليشعُروا بوجودهم متفوِّقِين على الطبيعة المسخَّرة لهم، ولكن الإنسان عندما قطع حبله مع الله، ظن أنه صار حُرًّا في هذه الطبيعة، يفعل ما فيها يشاء، وإذا بهذا الإنسان يصبح جُزءًا من الطبيعة؛ يُفسِّر تفكيره بأنه نِتاج التفاعلات الكيماوية، وشذوذَه الجنسي نتيجة هرمونات زائدة، وأنه عبد العقل الجمْعِي، فاستطاعت الطبيعة أن تبتلعَه في أحشائها، وتطحنَه بأسنانها، كما ابتَلعت أفكار الطوائف في تاريخنا الإسلامي: كفَلسفة وَحدة الوجود، والمعنى المشترك بين الله-سبحانه- والطبيعة، وتعدد ذوات الإله من يَدٍ ووجْهٍ إلخ، ونسبِيَّة الإله للزمان والمكان، وفيزياء الإله بالحركة والانتقال، وإدخال الطبيعة المخلوقة كالعرش في الصفات الإلهية كالعُلُو، وحلول عَيْن صفة كلام الله في العباد، واستنباط الأحكام الشرعية من الطبيعة البشرية وتسمية ذلك بالفطرة  زُوْرًا، وما هذه الطوائف إلا عَتبة من عَتَبات الطبيعة المقدَّسة، التي يروجُ لها كَهَنة الطبيعة داخل الإسلام باسم التوحيد، وما هي إلا فكُّ ارتباط ألفاظ الشريعة عن معانيها، حقًّا ولَدَت الأَمَة ربَّتها.

الكسر في الأصول لا يَنْجَبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

12  -رجب -1444

3-2-2023

1 thought on “(نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ )

  1. فبراير 23, 2023 - غير معروف

    بارك الله بك يا سيدنا, هذا عين الحق لمن تفكر في هذه الدرر, أسأل الله أن يطيل في عمرك ويتفعنا بعلمك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top