(وخلق كل شيء فقدره تقديرا)

فبين الخالق-سبحانه- أن المقادير هي صفات المخلوقات التي يخصصها الله تعالى بمكانها وزمانها وطولها وعرضها وصورها إلى غير ذلك من المقادير، أما هو سبحانه وتعالى فليس له حد يحده بمقدار أبدا، إذ ذلك من صفات المخلوقين لأنه سبحانه مختلف عن خلقه بالحقيقة، أما في فلسفة وحدة الوجود التي تزعم بأن حقيقة الوجود واحدة لله ومخلوقاته، والتوحيد يكون بالكيف والمخلوقات شركاء لله في الحقيقة،  وأن الله محصور في جهة حسية، ومحدود من جهة السفل بالعالم، فهذا قلْبٌ للآية الكريمة حيث يصبح الخالق -سبحانه- مُقَدَّرا لا مُقَدِّرا،  وهي دعوى نسبية الإله مع مخلوقاته، وأن هذه النسبية لله-سبحانه- مع الخلق هي مما أثبت الله لنفسه! وهذه النسبية-بزعمهم- هي التوحيد، ومن لم يزعم الشركاء لله في الحقيقة فهو جهمي معطل،  تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.

الكسر في الأصول لا يَنْجَبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

7  -رجب -1444

29-1-2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top