تبدو المتشابهات للعامي أنها محكمة، ولا يستشكل من الدليل شيئا، لأنه يرى المتشابه محكما، والمحكم متشابها، وليس بحاجة إلا إلى جوجل مع مكتبة إلكترونية ثم يرى رأيه قاطعا، وأما المجتهد فإنه يضع رأسه بين كفيه، ، لكثرة مُدرَكات الاجتهاد بين يديه، وتزاحم قواعد الترجيح، مع أوجه الجمع والفرق، ويكثر من قول لا أدري، فإذا رأى خلافا فقهيا معتبرا من إمام معتبر، عرف كل منهما عظمة رتبة الاجتهاد، فسارعوا إلى عذر بعضهم وأنهم جميعا في رضا الله بين أجرين للمصيب وأجر للمخطيء، ولكن ما يلبث أن يقوم العامي بهجمة مرتدة على المجتهدين يركُل المتشابهات بعضها ببعض، ويترك المحكمات وراءه، ثم يبغي على أئمة الاجتهاد ويشكك الناس فيهم، ويغمز في دينهم بأنهم فارقوا الدليل، حقا ولدت الأمة ربتها.