هزيمة المصطلح الشرعي على يد المفكر الإسلامي

ليس للمفكر الإسلامي الذي أحل نفسه مجددا محل الفقيه مهارة المناظرة في التقسيمات والتعريفات، لذلك يُهرب الشيطان  مفردات الحداثة من بين يدي المفكر الإسلامي وعن يمينه وشماله ومن تحته، دون أن يمحصها، فمرت مفردات الحرية والعدالة والمساواة والعلمانية مرورا سهلا دون أي تفتيش معرفي، وأخيرا تصدَّر المفكر الإسلامي المجدد لمحاربة قوم لوط، بنفس مفردات الحداثة وعبر عنهم بالتسمية التلطيفية بالمثليين، بينما هجر التسمية الشرعية التي ارتبطت بالحد والعذاب وهي قوم لوط، وذهب المجدد بلا جديد إلى قلب الحقائق الشرعية حيث قلَب معنى الفطرة إلى الجبلة والغريزة، وأعاد تأسيس استنباط الأحكام الشرعية من الطبيعة، وهو إعادة لتسكين الحداثة ومفرداتها داخل الشريعة، وإقصاء الشرع والرجوع للطبع، وهذا هو الذي أدى إلى ظهور الشريعة الوضعية، بسبب اضمحلال دور الفقيه وحلول دور المثقف المجدد بلا جديد، ومهارات ابن الجيران، حيث إبداع الوسيلة وتفاهة المحتوى.

الروح المسافرة

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

26ذي القعدة-1444

15-6-2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top