إعادة تدوير قوم لوط من خلال الفطرة

إن الفطرة في القرآن جاءت بمعنى التشريع، أو الخلقة التامة، أو الافتقار إلى الله، وإن الهوى المذموم شرعا هو الميل نحو الطبع، وشرع الله له الحدود لزجره، وإن تفسير الفطرة  بالميول الطبيعية، كأن يميل الرجل بطبعه للمرأة وليس لرجل مثله، هو قلب لمعنى الفطرة لتصبح بمعنى الغريزة، ثم نسْج الأحكام تبعا للغريزة، على مذهب هوبز وجون لوك، فحيث قال المسلم الحداثي إن عمل قوم لوط حرام لأنه خلاف الفطرة، يقال له/ فما حكم الزنا، فهل هو موافق للفطرة؟ فسيقول لا، بل هو بسبب الميول الغريزية الطبيعية، وسينكص على عقبية بسبب التباس حقيقة الغريزة بالفطرة عنده، وانقلاب الحقائق الشرعية بين يدي الساعة،  وبسبب ذلك ومع الزمن سيكون الزنا مشروعا بالنسبة لعمل قوم لوط لأنه موافق للطبيعة، ثم يصبح عمل قوم لوط هو الطبيعة بين يدي الساعة، كل ذلك بسبب قلب معنى الفطرة إلى معنى الميول الطبيعية، ولبْس الحق بالباطل، حقا ولدت الأمة ربتها.

الروح المسافرة

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

25ذي القعدة-1444

14-6-2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top