حروب إبادة من نوع آخر

تعرضت المدرسة الفقهية السنية إلى هجوم استشراقي عنيف من الخارج وحرائق داخلية على مدار قرنين من الزمن، أصبحت منزوية في مضائق القراءة الخاصة، واحتل نموذج الاستشراق المبني على إعادة قراءة النص الديني وتجاوز التراث السمة العامة في الدراسات الشرعية، مع حالة من الانفصال بين علوم اللغة في كلية الآداب وعلوم الشريعة في كلية أخرى منفصلة تماما، وقد استغرقت هذه النتيجة نحو قرنين من الزمان، على مرحلتين مرحلة التدمير من 1820م، إلى 1920م، ثم مرحلة إحلال المفكر الإسلامي بديلا للفقيه من 1920 إلى 2020م، أما هذه المرحلة فهي مرحلة المعلم شكوكو الذي قضى على مرحلة المفكر الإسلامي، وفي هذه المرحلة ستكون انقلابات التدين سريعة، بينما أخذت مرحلة تسييل المذاهب الفقهية وتحويلها إلى مادة خام تتشكل حسب رؤية المثقف قرنين من الزمن، وخطورة المرحلة الحالية أنني نعيش الصراع الديني بين ابن الجيران والمعلم شكوكو، وانقلابات سريعة، يبكي فيها الناس على الزمن الجميل أيام البنطلون الساحل، والممزق من جهة العورة المخففة، وصدق فيهم القول: ويأتيك بالأخبار مَن لم تَبِع له *** بتاتا ولم تضرِب له وقتَ موعد، حقا ولدت الأمة ربتها.

الروح المسافرة

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

27ذي القعدة-1444

16-6-2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top