اتفقت جماعة المسلمين في مذاهبها الأربعة المتبوعة على أن تارك الصلاة تكاسلا مسلم من أهل الكبائر قبل استتابة الإمام، ولكن الفكر الديني المعاصر القائم على كُلِّي تجاوز التراث الفقهي في المذاهب الفقهية التي عليها عمل الأمة، وإعادة تفسير النص الديني برؤية جديدة هو جوهر الحداثة، الذي لم يؤدِّ إلى التشكيك في العلوم الإسلامية وإعادة النظر فيها فحسب، بل أدى إلى حالة من فتاوى الحرب الأهلية داخل البيت السني وقطع الأرحام، والتحلل من الشريعة كلها فقال بأن تارك الصلاة كافر لا يصح حجه ولا صومه ولا تؤكل أضحيته وتؤكل ذبيحة اليهودي، وهدم قاعدة الجماعة لأهل السنة وهي الشهادتان، وسوَّغ للمواطنة في الحداثة أن تكون بديلا جامعا أكثر من الشهادتين اللتين هدمتهما الحداثة بكلياتها وهي تجاوز التراث، وإعادة النظر في تفسير النص الديني في المسائل الجزئية، والخلل في الكلي ليس كالخلل في الجزئي.