الإله-سبحانه- من التجسيم إلى التفكيك إلى إعادة التركيب

-الذات الإلهية العلية فوق الطبيعة، وخارج فيزياء الزمان والمكان والوزن والحجم، وهو -سبحانه- واحد بذاته ليس مُركَّبا من ذوات كتركُّب الطبيعة، لأن المركب كالثالوث مفتقر إلى أجزائه، ولا بد له من مركِّبٍ ركَّبه، والله سبحانه هو الغني واحد في ذاته.

 -وإن افتراض تعدد ذات الإله من وجه ويَدٍ مثلا، يعني افتقار وجوده-سبحانه- إلى تركيب تلك الذوات، ثم  السؤال: مَن ركَّب الإله، لأن الشيء لا يكون فاعلا ومفعولا في وقت واحد، لبطلان اجتماع النقيضين.

-وبعد زعم تعدد الذوات يأتي سؤال آخر : ما صورة تركُّب هذه الذوات معا؟! وهو سؤال الكيف المزعوم، فيقال الكيف مجهول، أي لا تُعرف صورة تركُب هذه الذوات وتأليفِها من وجه ويد وعين وساق، فيصبح الإله متعدد الذوات حسب زعم الكرامية مفكَّكا إلى أعضاء مجهولة الصورة.

– وبعد سؤال التفكيك يأتي سؤال الصورة وإعادة التركيب أن الله خلق آدم على صورته، فيُعاد تأليف الصورة من تفكيك الإله إلى إعادة التجميع، ولو أن الكرامية ما خاضوا في ذات الله تعالى، واكتفَوا بمذهب السلف في تفويض علم المتشابه إلى عالمه، وأن الله سبحانه واحد بالذات والصفات، وهو فوق قوانين العالم في الزمان والمكان، لَسلِموا.

– ولكنهم تكلَّفوا أَمْرً ا لم يكلفهم الله به، فخاضوا في ذات الله وتصويره، وصار المصوِّر -سبحانه-عندهم مصوَّرا، ثم مرحلة الإله الإنسان التي تستقبل الدجال، بزغاريد الحلول والتجسيم والصورة على أنها مما أثبت الله لنفسه، وانقلب التوحيد بين يدي الساعة، حقا ولدت الأمة ربتها، وسبحانه وتعالى عما يصفون.

الروح المسافرة

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

23 -محرم-1445

9-8-2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top