هذا هو جواب النبي صلى الله عليه وسلم على من دخلته الشبه والوساوس في سؤال: من خالق الله؟ فيدخل الوسواس على الإنسان من جهتين: جهة الشبهة الفكرية وجهة الحالة النفسية، فيأتيه الشيطان ليوسوس له بشبهة وميل نفسي، إلى أن يقول للإنسان مَن خلَق الله، فيأتي العلاج النفسي والعقلي للشبهة، فيعالَج النفسي بقطع الوسواس بقوله صلى الله عليه وسلم: (فَلْيَسْتَعِذْ باللَّهِ) لشغل النفس بالاستعاذة، وقطع التفكير في الوسواس، ثم تأتي إزالة الشبهة الفكرية في قوله صلى الله عليه وسلم: (ولْيَنْتَهِ) لأن الله تعالى ليست له علة سابقة أثَّرت في إيجاده لقوله تعالى(ولَم يُولَد)، بل هو خالق العلل ومعلولاتها، فالسؤال عن السبب ينتهي إليه سبحانه، وهو معنى قوله تعالى: (وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الْمُنتَهَىٰ) لأنه سبحانه ليس له علة أوجدَتْه، ولا غاية أو حدٌّ يحدُّه بنهاية، سبحانه وتعالى عما يشركون.