المذاهب المتبوعة بين العصمة والسفسطة الدينية المعاصرة

1-شاع في الفكر الديني المعاصر ثنائية العصمة والسفسطة، فالبخاري وأبوحنيفة  ليس معصوما وعليه فكل نقد على الصحيحين أو المذاهب المتبوعة رأي يحترم فهو صحيح عند صاحبه خطأ عند غيره، بناء على مقولة كل يؤخذ من قوله ويرد، وهكذا انتشرت ثنائية باطلة وهي إما العصمة للصحيحين والمذاهب المتبوعة، وإما السفسطة العِنْدية، وأن الأقوال متساوية وكلٌّ يتحصن بما عنده دليل من متشابهات الكتاب والسنة، ولو كان القول  منقطعا في العمل هجرته الأمة، وأصبح كل حزب بما لديهم فرحون.

2-ولكن المدرسة العلمية السنية في الصحيحين والمذاهب المتبوعة خارج ثنائية الحداثة السابقة، فهي اجتهادات علمية في رتبة الظن الراجح متقلبة في رحمة الله  بين صواب بأجرين وخطأ بأجر واحد، فلا هي في كل فروعها معصومة، ولا هي من السفسطة العندية، والرأي والرأي الآخر  بحيث تصحح الأقوال المنقطعة في العمل كجحود قضاء الصلوات المتروكة عمدا، وسجدة التلاوة بلا وضوء، فالمذاهب المتبوعة راجحة على غيرها من التفسيرات الفردية المعاصرة للنص الشرعي، وبناء على ميزان أن الاجتهاد في العلوم الإسلامية ليس معصوما ولا هو سفسطة عندية، بل هو علم في رتبة الظن الموجب للعمل، فهذا خروج بالشريعة عن كلي الحداثة في الفكر الديني المعاصر الذي يعيش ثنائية العصمة والسفْسطة العِنْدية.

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا يَنْجبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

المولد النبوي الشريف

15 -ربيع الأول-1445

30-9-2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top