إن العبادة لا تصح إلا بنية، والنية: هي قصد التقرب إلى الله تعالى، خلافا للعادات كالبيع والزواج والرهن والقضاء فهذه تصح من غير نية التقرب، وركنها الإرادة من الإيجاب والقبول، وليست النية ركنا فيها، ولكن إذا قصد العبد في العادة الامتثال فله أجره، بأن نوى بالبيع الاستعانة على دنياه ليبلغ آخرته، فهذه تسمى قربة بالمعنى الدقيق وليست عبادة، لأن القربة تكون في العادات إذا قصد العبد بها الامتثال، فإذا علِمْت أن الاحتفال بالمولد الشريف لا يتوقف في صحته على قصد التقرب، بل يصح دونها كحفل التخرج في الجامعة من حيث النية، فإذا علمت أنه ليس عبادة، بل هو عادة، ونظرا لما فيه من إحياء ذكرى النبوة وإظهار النبوة التي هي من تعظيم شعائر الإسلام فهو قربة مأجورة وليس عبادة متوقفة في صحتها على قصد التقرب لله، وقد ينشأ اللبس في حكم المولد الشريف من الخلط بين العبادة والقربة، لأن في كليهما أجرا وعملا صالحا.