نحن في زمن التواصليات تسَيَّد فيه العامة على الخاصة، فتَقْنية التواصل التي يتقنها ابن الجيران أقوى من اجتهادات الأئمة، وتقريرات الأطباء في اختصاصهم، خصوصا وأن لدينا من ابن الجيران من يشرب قبل أذان المغرب ويختلف مع علماء الفلك في غروب شمس تكبر الأرض بمليون مرة أمام عينيه وعيون العالم، فكيف يمكن أن تقنع ابن الجيران بمطعوم الحصبة للأطفال، وكان من الأهون أن تقنعه بعدم غروب الشمس، لم يبق إجماع فقهي ولا فلكي ولا طبي يقف أمام السفسطة التي تغلغلت إلى الدين وتعدَّت ذلك إلى المحسوسات كالطب والفلك، نحن جميعا أمام مشكلة واحدة وهي حالة الشك واللاأدرية الغارقة في الوهم والإحباط والمؤامرة، ولا جد سلواها إلا عند العرافين والمشعوذين الذي يعيشون حياة القصور على جيوب الفقراء المهلْوِسين.