فلسفة الدولة الحديثة وصراع مسائل الجهاد والإمامة

1-اشترك اليهود والشيعة في عدم جواز إقامة الدولة والولايات العامة في القرون الأولى لأسباب عقدية، بينما استطاع الصحابة رضي الله عنهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في إقامة الدولة والخلافة التي التي انتهت بإلغاء الخلافة العثمانية رسميا سنة 1924، بينما استطاع الشيعة استرداد فكرة الدولة حيث استطاع الخميني أن يخترع ولاية الفقيه نائبا عن القائم (المهدي) واستطاع اليهود اختراع فكرة الشعب اليهودي لتقديم اليهود للنظام الدولي على أنهم قومية وليسوا أقلية دينية، ثم اختراع الحق في وطن قومي لليهود على أرض فلسطين، ثم جاء وعد بلفور تطبيقا سياسيا لهذه الفلسفة التي جمعت العهد التوراتي القديم بالعهد البروتستانتي الجديد.

2-بينما اضطرب الفكر الديني المعاصر عند أهل السنة  إلى النقيضين، باعتبار الدولة الحديثة كافرة لأنها ديمقراطية تقوم على حكم الشعب ولا حكم إلا لله، والنقيض الآخر يرى أن الدولة الديمقراطية هي الشورى الإسلامية التي لو كان عمر بن الخطاب فيها لكان واقفا على رأس الصندوق، وانعكس هذا الاضطراب على الشهادتين في التكفير غُلُوًّا وجُفُوًّا ومن باب أولى  على مسائل الإمامة والجهاد خصوصا بعد طروء تغيرات كبرى على محل الحكم (الواقع) في مسائل الإمامة والدولة، وعدم القدرة على التوصل إلى الحقائق الشرعية في هذه المسائل بسبب الفكر الديني المعاصر القائم على إعادة النظر في النص وتجاوز المذاهب المتبوعة،و انتهى إلى الشتات والغَيْبة، فلا أَحْضَر جديدا، ولا أبقى قديما، ولكنه اختبأ وراء الأفكار العامة والشعبوية عاجزا عن التفاصيل الفقهية وتنزيلها على محل الحكم.

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا يَنْجبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

6 -ربيع الآخر-1445

20-10-2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top