ما جاء في السنة من أن حرمة الدم المسلم أعظم من حرمة الكعبة ، صحيح في معناه، لكن أحدهم زعم بأن حرمة الدم المسلم أعظم عند الله من المسجد الأقصى مستدلا بمتشابه السنة، وهذا لا يصح ، لأن ضروري الدين في حماية الكعبة والمسجد الأقصى مقدم على حرمة دم المسلم، وجاء تقديم دم المسلم في السنة على حرمة الكعبة أو الدنيا، على اعتبار الوجود العادي في بناء الكعبة، أي في المادة التي بنيت منها، حيث يتوقع الناس أن المادة بوضعها في الكعبة أو المسجد الأقصى تصبح لها حرمة في نفس المادة، على ما يعتاده عامة الناس من تقديس المحسوس وعدم الالتفات لمعاني الشرع، فجاء تقديم حرمة الدم المعصوم على الكعبة باعتبار وجودها العادي، أما من حيث الكعبة ضروري الدين فيجب أن تراق دماء الشهداء حولها لحمايتها، وكذلك المسجد الأقصى.