-ذكَرتُ سابقا أن الصراع في الأرض المباركة هو محرك حضاري، وليس مجرد تحليل سياسي عسكري، ومثال ذلك، كان سقوط القدس في يد الاحتلال سنة 1967، سقوطا للفكر العربي القومي، ثم جاءت الصحوة الإسلامية نتيجة لذلك السقوط، ولكن برز الفكر الباطني الشيعي بزعمه منقذا للقدس وتبعه في ذلك جمهور من أهل السنة، بلغ ذروته في حرب 2006 بين حزب الله ودولة العدو، وما هي إلا أقل من عشر سنين وإذا بأهل السنة يفيقون فيهم على أبشع المجازر وحمام الدم في الشام والعراق، على يد الباطنية، الذي غسل الله تعالى به أوهام الباطنية من أذهان المسلمين.
– وأما في حرب غزة اليوم فإن الله غسل من أذهان المسلمين أوهام حقوق الإنسان والعدالة الدولية، وهذا يعني أن الله تعالى لا يستدرج هذه الأمة إلى الكفر، بل يصطفيها للإيمان به والتوكل عليه، فإن لم ترجع إليه اختيارا، ردَّها إليه اضطرارا، فسبحان مَن يدرك مراده بلُطْفٍ يَخْفى على الخَلْق: ﴿ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾، ولا زال الغسيل مستمرا ليميز الله الخبيث من الطيب، قال تعالى ﴿وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا﴾ .