الكذاب الإنساني بحاجة إلى جثث مسروقة

إن من إبداعات فلسفة الحداثة في فضيلة الكذب النافع ورذيلة الصدق الحسن، أن القاتل بحاجة إلى جثث مسروقة ويُفضَّل أن تكون محروقة ومقطعة وذلك ليستعملها خبراؤه في  الكذب إعلاميا لتضليل المضلَّلين أصلا، الذين وصفهم الله تعالى بأنهم : (سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ) فتزيد الجمهور  رجسا إلى رجسهم، فحسبهم أن سلفهم الأول هم الذين قتلوا ابن عمهم ليرثوه  ثم ألقوا جثته  في حي آخر  ليتهموا البرئ وليأخذوا منه دية قتيلهم، إلا أن الله فضحهم على لسان نبيهم موسى عليه السلام، بأمرهم بذبح البقرة، وأحيا الله الميت وفضح القاتل(فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ۚ كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)، هذا هو  جواب موسى عليه السلام في كل زمن لرهبان الحداثة على  مذبح المنفعة الدموي، ولا أدري هل هي حداثة أم هي خردوات بني إسرائيل الفكرية القديمة تُغَش فيها الشعوب المقهورة التي تَتَسوق الخردوات في شارع الوكالات.

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا يَنْجبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

5 -جمادى الأولى-1445

19-11-2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top