التفسير العنكبوتي للنص الديني

1-تنظر إلى العنكبوت على الحائط وهو يخرج من رأسه خيوطا لا تدري من أين يأتي بها فهو لما يغادر مكانه،  وهكذا التفسيرات العنكبوتية للنص الديني تخرج من رؤوس أصحابها ثم يدسونها في النص ثم يعيدون إنتاج ميولهم من داخل النصوص الدينية المتشابهة، وما تفسيراتهم إلا أغراضهم السابقة التي دخلوا عليها قبل التفسير، وقد استدرجهم الله تعالى بتلك المتشابهات، لإظهار زيغ قلوبهم، وأن نصوص الشريعة لا مهمة لها إلا أن تشهد لهم ولأغراضهم في التجسيم والتعطيل التي دسوها في المتشابهات، واضطربوا في الشهادتين من الغلاة والجُفاة وتشابهت عليهم المحكمات، وفرقوا دينهم وصاروا شيعا وجماعات كل حزب بما لديهم فرحون.

2-أما أئمة الاجتهاد فقد دخلوا على الافتقار في معرفة مراد الله تعالى في كتابه وسنة نبيهم، فتلقاهم الكتاب بالمحكمات حتى تشبعوا من رحيقها المختوم بالمسك، ثم ردوا المتشابهات للمحكمات فآلت الشريعة في مذاهبهم المتبوعة إلى الإحكام وحسن البيان، والمِحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها إلا هالك ولا يتنكبها إلا ضال من أولئك الذين اتخذوا من بيت العنكبوت مذهبا.

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا يَنْجبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

13 -جمادى الثانية-1445

26-12-2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top