هل تنتكس الفطرة  وما علاقة ذلك بالتكليف

1-إذا كانت الفطرة هي تهيؤ النفس لقبول الحق بوجود ضرورات عقلية مشتركة في كل إنسان، فهي كجدول الضرب، والكل أكبر من الجزء، وبطلان اجتماع النقيضين، وشعور الإنسان بالافتقار، فإن هذه الفطرة العقلية لا تنتكس بل تبقى سليمة لأنها مناط التكليف، وهي مقومات ذاتية في العقل البشري، ولو  بطل العقل زال التكليف، ولكن قد تطغى الجبلات وهي الميول الطبيعية من الجاه والمال وحب الحياة على الإنسان، ولكن تبقى الفطرة  سليمة>

2- فإذا ركب المشركون في البحر وهاج بهم البحر ، أو رأو المعجزة ظهرت الفطرة  لتشهد عليهم بالحق في نفوسهم، قال تعالى: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ)  و (فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ).

3- وعليه؛ فإن مَن يزعم انتكاس الفطرة أو يزعم أنها هي الميول الطبيعية فيما يعرف بالجبلة فإنه يؤسس لإسقاط التكليف بالشريعة، وقوله تعالى ( لقوم يعقلون)، لقوم يتفكرون) (لقوم يعلمون) (لقوم يتفكرون)(يفقهون) (يتدبرون)، وإن اعتقاد أن الفطرة هي الميول الطبيعية هو تحريف الشريعة وتبديلها، وممهد لإسقاطها، حقا ولدت الأمة ربتها

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا يَنْجبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

18 -جمادى الثانية-1445

31-12-2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top