القلم والبندقية

1-إن القلم يهدي إلى الحق لمن يبحث عنه، ويخط الطريق المستقيم لمن شاء منكم أن يستقيم،  وأما البندقية فهي للمستكبرين على الحق، وخرجوا على المحجة البيضاء، فإذا ضاع القلم ضاع الصراط المستقيم، وخبطت البندقية خبط عشواء، وأهلكت الأبرياء، لذلك ما كان من العلم شرطا في صحة الجهاد فمداد القلم فيه خير من دماء الشهداء، ولولا القلم لكان حاملُ البندقية قاطعَ طريق، لا يُحق حقا ولا يعرف عدلا.

2-وحيث استقام القلم على الحق، استقامت البندقية على الطريق، وحَقنت  الدماء المعصومة وجعلت دماء المستكبرين في سِجِّين، وصار الجهاد عندئذ فرض كفاية، وصارت البندقية وحاملها خيرا من العلم الذي وراء البندقية وهي التي تحميه، وهذا التفصيل مرة باعتبار أن العلم فرض العين وسيلة لصحة الجهاد، ومرة فضل الجهاد فرض العين في حماية العلم الكفائي، وإن الجهاد المتعين هو سياج العلم، ولولاه لزال العلم وذهب الدِّين سدى، ومن هنا يكون الجهاد في الشريعة أخلاقيا وضروريا لسعادة البشرية، وسيفا مصلتا على المجرمين.

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا يَنْجبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

18 -جمادى الثانية-1445

31-12-2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top