عندما يغمز الشيخ في المذاهب المتبوعة ويعيد النظر في النص ويتجاوز إجماعات الأمة وعملها في الدين، ثم يغالي في التكفير بالمتشابهات، ويضيق على المجتمع بتحريم ما وسع الله فيه من الحلال، ويجعل الدين تاريخا ولم يفرق بين حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين زمَنه، ولم يفرق بين الدين والتاريخ وجعل التاريخ دينا، والدين تاريخا، وقام هو أصلا بالانقلاب على الدين ثم الانقلاب على نفسه، وما حرمه بالأمس أحله اليوم، وفقد الناس الثقة بتدينه بسبب تقلباته مع تقلبات الواقع وتغيراته، ثم هجر الناس التدين الهش المتقلب منشغلين بملذاتهم العاجلة، وجمعتهم الطَّبلة بعد أن كان الشيخ يجمعهم على تجَلِّياته في تفسير النص الديني، فهذا ليس فصلا للدين عن الدولة بل هو فَصْل للشيخ عن الطَّبْلة.