1-إن غزة هي امتحان إلهي للناس والمؤسسات والدول، في مشهد إبادة جماعية في بث حي ومباشر يقوم به الكيان، فالجريمة مستمرة والجثامين تحت الأنقاض لا تكذب، وأرقام الضحايا من الأطفال والنساء لا تنطق عن الهوى، وشاحنات المساعدات الإنسانية محاصرة مع خيام أهل غزة، وهذه متواترات سارت بها الرُّكْبان، واستفاضت في الإعلام، ومع كل ذلك ما زال الأمر يحتاج إلى نظر وانتظار من قبل محكمة العدل الدولية.
2-هل نسِيَتْ محكمة العدل الدولية أنها أيضا تحاكَم من قبل غزة، وأن كفاءة المحكمة الدولية هي على المحك والاختبار، لاسيما أن الله تعالى حرك دواعي دولة جنوب إفريقيا لرفع الدعوى وهي صاحبة سبق في المعاناة من التمييز العنصري للقوى الاستعمارية الحداثية التي أفسدت الدين والدنيا، وأنَّ ترافُع جنوب إفريقيا عن غزة هي حلقة في السند المتصل من الطغيان الحداثي الذي هو نفسه اخترع النظام الدولي ومحكمة عدالته الدولية، تلك الحداثة التي تجمع بين التوحش في الحرب، والكلام عن حقوق الإنسان.
3-لذلك فإن محكمة العدل الدولية اليوم تحاكَم وتوضع على مفترق الطرق، لأن الشمس في غزة لا يغطيها غِرْبال خبراء الكذب، ودهاقنة القانون، وغزة ستكشف هذه المحكمة، هل هي محكمة حقيقية أم هي مزيفة كالشَّعر المستعار على رؤوس قُضاتها.