في الفقه لا تفيد كثرة القراءة إلا إذا…

1-إن كثرة القراءة في الفقه ليست شيئا إذا كانت دون معارض قوي، وطالب نجيب، وإشكالات في الواقع تجري فيها مناقشات ساخنة، تفرض مراجعات في الفهم، وتقييد مطلق وبيان مجمل، وتجدد نشاط البحث والدرس، لذلك أكرم الله هذه الأمة بالأئمة في الدين كل واحد منهما معارض قوي لمثله، فلا يعرف مالك إذا قورن بتلاميذ الشافعي، ولا الشافعي إذا عورض بتلاميذ أحمد وهكذا، فإن الشافعي يُعرف بمالك، وأحمد بأبي حنيفة رضي الله عن الجميع، لأن كلا منهم له أصول تظهر بالمقارنة بأصول الإمام الثاني.

2-وأما التلاميذ المقلدة لأصول الإمام، فيتنافسون في التخريج على أصول الإمام، والقياس على مسائله فعندئذ لا يقارن ابن القاسم بمالك، بل بتلاميذ مالك، وهكذا في جميع المذاهب، أما ابن الجيران ذلك المجتهد المطلق في الحارة التي ورانا فهذا ليس له من الأمر شئ، فهو جاهل حقه السؤال وليس الاعتراض على أئمة السلف بأوهام يظنها قولا راجحا، كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه.

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا يَنْجبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

18 -رجب-1445

29-1-2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top