(أولئك لهم الأمن) ولو في الكوارث

إن الوعيد بالعذاب وإهلاك الأمم الظالمة أمر تواترت به معاني القرآن الكريم، وتواترت أيضا أخبار نجاة المؤمنين وأن لهم الأمن مطلقا، ولو في الكارثة، وأما جريان قوانين الطبيعة فالمؤمنون كغيرهم من الناس، فالأمن للمؤمنين في الظروف وليس من الظروف، فهم وإن انهدم بيتهم على رؤوسهم فقلوبهم مطمئنة بوعد الله لهم، وأن الرحيل عن الدنيا إن لم يكن بالزلزال فبغيره، وأما الظالمون فقلوبهم في حالة من الرعب والسخط والغاية في القهر، وأما الأجساد فلا فرق في أثر الكارثة على جسد المؤمن والكافر، لأن فارق الأمن يكون في القلوب الواعية المطئمنة، وليس على الأجساد التي فيها المثانة والأمعاء الغليظة، التي فيها جميع الناس سواء، فالعمل الواجب في الكوارث نشر الأمن للمؤمنين، وأنهم آمنون في كل الظروف، وعليهم أن يزدادوا إيمانا ليزدادوا أمنا، هذا هو مقصد القرآن الكريم، ولا يجوز مخالفة قصد الشارع بإبدال أمن المؤمنين خوفا.

الكسر في الأصول لا يَنْجَبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

18  -رجب -1444

9-2-2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top