صفة الكلام لله تعالى صفة وجودية قائمة بذاته ليست مجازية، فهي أزلية بلا ابتداء، دائمة بلا انقضاء، باقية بلا انتهاء، كقدرته وعلمه وحياته سبحانه وتعالى، وصفات الله تعالى لا تحُل في مخلوقاته، ويُعد باطلا زعْم حُلولية الصفات أن عين صفة الكلام الأزلية تحل في مخلوقاته، وإن الزَّعمْ بأن الكافر أبا جهل حين سمع القرآن سمع عين صفة الله تعالى، يهدم خصوصية موسى عليه السلام كلِيما لله تعالى، وأشد من ذلك هو قول بحلول عين صفات الله-سبحانه- في مخلوقاته، والحق أن أبا جهل سمع القرآن باعتباره حقيقة شرعية بلغة مخلوقة دالة على صفة الكلام الأزلي القائم بذات الله تعالى، وكما أن كلمة (الله) في القرآن دالة على الذات الأزلية وليست هي عين الذات الأزلية، كذلك القرآن بين أيدينا دال على صفة الكلام الأزلية، وليس عين الصفة الأزلية، حقًّا ولدت الأَمَة ربَّتها.