جاءت النصوص مؤكدة لقيمة للشهادتين، وحامية لقاعدة الإيمان الجامعة للأمة، وأن الإخلال بالأداء لا يضر أصل الإيمان ولكن يضُر كماله، وأكد النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأصل بقوله: (وإنْ زَنَى وإنْ سَرَقَ؟ قالَ: وإنْ زَنَى وإنْ سَرَقَ علَى رَغْمِ أنْفِ أبِي ذَرٍّ )، ولكن المرجئة حملوا النص المؤكِّد على بقاء أصل الإيمان على الدلالة الأصلية، وهي أن العمل لا علاقة له بالإيمان لا في أصله ولا كماله، ولا هو من ثمراته، وأن أصحاب الكبائر الذين ماتوا بلا توبة ليسوا تحت المشيئة، بل على باب الجنة مع أبي بكر وعمر، فتحللوا من الشريعة، بقلب الدلالة التبعية المؤكدة على الإيمان، على أنها دلالة أصلية تتحلل من الأعمال، مع أنهم يستدلون بالكتاب والسنة على عقيدتهم، ولكن الخلل في الفهم لا في صحة السند.