فبُهِتَ الذي كَفَر

قال:لماذا تدعي أن النمرود قد بُهت، ويمكن أن يجيب: أنا الذي آتي بالشمس من المشرق، ولْيأت رب إبراهيم بالشمس من المغرب، ولكن النمرود غفَل عن حُجَّته هذه، ولو انتبه لها لم يُبهَتْ، قلت: إن النمرود قدَريٌّ يزعم أن فِعل السبب كالقتل يخلق المسبَّب وهو الموت، فإذا ترك النمرود المحكوم بالقتل ظن أنه أحياه، وإذا قتل الآخر ظن أنه يُميت، فجاءه إبراهيم عليه السلام بما لا يملك النمرود له سببا، وهو شروق الشمس، فلو زعم النمرود أنه هو الذي يأتي بالشمس من المشرق، فلن يجد له يدًا في إشراقها، فيكون ادعاؤه خلق الشروق من تحصيل الحاصل هو باطل، ويلزم من ذلك بطلان زعمه بأن الأسباب كالقتل تخلق المسبَّبات كالموت، لذلك بُهِتَ النَّمرود، وكلُّ قَدَريٍّ بعده، كمَعْبَد الجهَني وغَيلان الدمشقي وسارتر وهايدغر، وهَلُمَّ بَهْتًا.

الكسر في الأصول لا ينجبر

الطريق إلى السنة إجباري

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

29  -محرم-1444

27-8-2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top