إن المجتمع الاستعماري يعاني دائما من نقص في توريد المواطنين لمواجهة السكان الأصليين، وبما أن الدولة الحديثة هي دولة استعمارية في فلسفتها العميقة، وهي أنها تذهب مع ما تسميه مصلحتها دون أي اعتبار أخلاقي، فإنها تمارس حرب إبادة ضد السكان الأصليين، وإن حرب الإبادة في غزة هي بديل ممكن للنقص في توريد المواطنين، وبذلك يكون حل القضية الفلسطينية، كما أن حل مشكلة الفقر تكون بالقضاء على الفقراء.
2- وهذه فلسفة عميقة في الدولة الحديثة التي تستخدم حقوق المرأة والإنسان تحاميل خافضة لحرارة المؤمنين بالتنوير الأوروبي، والتسامح الديني مهدئات صحفية للضحايا بسبب صنمية السلعة والأرباح في معبد الشركة التي حلَّت محل الوثنية في طور متقدم في التقية السياسية، التي تستيقظ على تهديد التجارة في البحر الأحمر، وتنام على وجوه من عَظم وأكباد أغلظ من أكباد الإبل وهم يرون الإبادة في غزة.
3-لذلك يجب على المسلمين نقد الفلسفة المتوحشة وتفكيكها لحماية البشرية مما يسمى التنوير الأوروبي الذي استبدل الصنم بالسلعة، والمعبد بالشركة، ومن هنا نعلم أن القرآن الكريم حارب الفلسفات الفاسدة التي هي سبب الأذى للبشرية، لأن فساد التصورات يعني فساد التصرفات.