blog

كل الناس يريدون العدالة…فما العدالة؟

1-العدالة قيمة عُليا في فطرة البشر جميعا، ولم يكن مبدأ العدالة مختلَفا في قيمته عند الناس، ولكنهم اضطربوا في ما هي العدالة وأحكامها على التفصيل، وليس في مبدأ العدالة، فأنزل الله تعالى العدل من عنده، ليلامِس فطرة حب العدالة التي فطر الناس عليها، فيجتمع العدل النازل من عند الله، مع الفطرة التي فطر الناس عليها، يعني جاء الحكم الشرعي بأن الزكاة المفروضة هي العدل الإلهي بين الفقراء والأغنياء، وهي واجبة على سبيل الإلزام وتحت طائلة العقوبة، بينما في الفكر اللاديني لا يرون هذا الإلزام للأغنياء على دفع الزكاة عدلا.  2-فالشيطان لبَّس على البشر في مفهوم العدالة واضطربوا فيه كثيرا، فما يراه قوم عدلا رآه غيرهم ظُلما، ولم يترك الله تعالى الناس هَـمَلا بلا بيان، فبين العدل على لسان أنبيائه ورسله، ولا مدخل للقوة والسلطة هنا في تحديد ما هي العدالة، […]

أصل: سدّ الذرائع بين التاريخ الغابر والواقع المعاصر

1- سد الذرائع أصل من أصول الإمام مالك العقلية، ويعني أن هناك أشياء مباحة في الأصل، ولكنها تُحرَّم لما تؤدي إليه من الضرر غالبا، يعني أن الذريعة: (هي التوصُّل بالمباح لِما فيه جُناح)، ويتكرر مثال تاريخي على سد الذريعة في كتب الأصول وفي قاعات التدريس، وهو تحريم بيع السلاح وقت الفتنة المسلحة، وبيع العنب لمن يغلب عليه أنه يعصره خمرا، وهي أمثلة مكررة تجاوزها التاريخ، مع أن الفضاء من حولنا مليء بالأمثلة الحيَّـة على سدّ الذريعة. 2- من هذه الأمثلة الحية على سد الذريعة: منع استخدام الهاتف أثناء قيادة السيارة، والسرعة الزائدة على المسموح به لما يؤدي إليه من تهديد الأنفس والأموال، ومنع المرور والوقوف في بعض الطرق لضيقها، والبناء في الأرض الزراعية للمحافظة عليها، وإغلاق باب استيراد سلع معينة لحماية المُنْتَج المحلي، وكل هذه الأمثلة تحتاج إلى خبرة فنية […]

Open post

حوار مع أخي (19)ما هو القول الراجح؟ مسألة: هل يجب على من تنفَّل بالصوم كستة من شوال أن يُـتِمّ الصوم أم يجوز له الفطر ؟

أحمد: إذا نوى رجل صيام النافلة من شهر شوال، ثم بَدا له أن يفطِر، كأنْ يدعوَه صديق لضيافة  مثلا، فهل يجب عليه القضاء؟ وليد: للفقهاء اتجاهان في هذه المسألة، اتجاه أنه يجب عليهما القضاء وهو فقه الحنفية والمالكية، والاتجاه الثاني لا يجب القضاء، وهو فقه الشافعية والحنابلة. أحمد: نحن مع الدليل من الكتاب والسنة، فما أدلة هذه الأقوال، وليد: لن أسرد كل أدلة الفريقين،وسأكتفي بنماذج منها لبيان اتجاههم في الاستدلال، ولن أتطرق إلى مزيد من التفصيلات الفقهية رغبة في الاختصار. أحمد: وما أدلة القائلين بعدم وجوب القضاء. وليد:  فمِن هذه الأدلة: 1-عن أبي جحيفة قال: الصائم المتطوع أمير نفسه: إن شاء صام وإن شاء أفطر ” أخرجه الترمذي، وجاء فيه: (وَالعَمَلُ عَلَيْهِ عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ العِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَغَيْرِهِمْ: أَنَّ الصَّائِمَ المُتَطَوِّعَ إِذَا أَفْطَرَ فَلَا […]

الوكيل الحصري لقطع غيار الديمقراطية الأصلية… والشعب يريد إسقاط الشعب

أولا:الحديث في الديمقراطية الفلسفية لا الإدارية: 1-ليس الحديث في الديمقراطية البنت وهي حق التمثيل للأمة بالطريقة المناسبة، إنما أتحدث عن معامل الديمقراطية الأم التي تنكر مرجعية السماء والنبوة في الشأن العام، وتقرر السلطة المطلقة والنهائية للإنسان وأنه لا علاقة لربه –سبحانه- في مجال الشأن العام، وأن التدين هو حالة فردية خاصة. 2-وقد أكمل الله تعالى الدين وأتم النعمة على المسلمين بأن جعل الشورى جزءا من حياتهم اليومية في جميع مرافق الحياة، وجعل فيها رضاه سبحانه، وهذه الشورى هي مَرْكبة لتمثيل المجتمع ، وتعطي السلطة للأمة في مراقبة العلماء والأمراء في تنفيذ الشرع، فالأمة ممثَّلة في هذا الدين، لأن هذه الأمة هي أوسط الأمم وأعدلها وأنها أمة عالمية، ومن العبث والمضحك أن تزعم الأمة أنها الأمة الوسط وعالمية الرسالة، ثم تتسوَّل طرق الإدارة والتمثيل من الآخرين. ثانيا: الديمقراطية تحددها القوة ولا […]

السير بعكس اتجاه القبلة في القطار … الإرادة الشرعية والكونية

1-ربما تتصارع الأمم في عربات القطار وتنقلب بعضها على بعض، ويخالف الناس أمر الله تعالى بالتوجه لقِبْلة الشرع في عربات القطار، ويظنون لفَرْط جهلهم أن القطار يمشي حسب اتجاه مشيهم داخل العربة، ولو كان القطار يسير فعلا بعكس اتجاه سيرهم، وسواء وافق الناس القِبْلة في عرباتهم أم لم يوافقوها، فالناس وإن خالفوا إرادة الشرع مسؤولون عن اختياراتهم وأفعالهم تمت بإرادتهم الحرة.  2-ولكنهم لم يخرجوا عن إرادة الله تعالى الكونية حيث يسير القطار إلى محطته النهائية، فإن القطار يجري لمستقَرٍّ له على سكة مستقيمة، لا عوج لها نحو قدَر الله تعالى، فالصراع والظلم في القطار لا يتنافى مع أن السِّكة مستقيمة، وأن سير القطار يسير بتدبير الحكيم العليم، حتى إذا ظن الناس أنهم قادرون على الدنيا، وأغراهم حِلْم الله عليهم، حطَّ القطار رَحْلَه  فيهم عند ربهم، فوفاهم حسابهم بالقِسط وهم لا […]

Open post

ما هو العدل الشرعي للمرأة مقابل حق الرجل في تأديب الزوجة؟ التأديب الشرعي للزوج الناشز

(ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) أولا: تمهيد: 1-للفكر اللاديني نموذجه في حقوق إنسانِيه امرأة أم رجلا، وهذا الفكر مسكون دائما بعقدة الكنيسة في العصور الوسطى في أوروبا، ولا شك أن النظرة للمرأة في تلك العصور كانت مُزْرية، بسبب استكبار رجال الدين  على الإيمان بنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، وصدوا الناس عن سبيل الله تعالى، وبعد الثورة على الكنيسة وظهور الثورة الصناعية، اصطنع الفكر اللاديني نموذجا لحقوق إنسانيه من عند أنفسهم غير ما يؤمن به المؤمن بربه ورسوله محمد -صلى الله عليه وسلم، وكان هذا النموذج للحقوق هو رَدة فعل على اضطهاد رجال الدين للمرأة، وهو المساواة المطلقة مع الرجل بحسب رأي رجال اللادين. 2-ومع الهيمنة الاقتصادية والسياسية والغزو الاستعماري انتقل النموذج الفكري اللاديني إلى عالمنا الإسلامي على يد تلاميذ المستشرقين، وكانت هذه المساواة المطلقة تقليدا فجا لحركة التاريخ الغربي،  […]

Open post

المدن الأردنية العريقة: عمان، عجلون، جرش … تشهد لصدق الصحابة مع ربهم

1-إذا سألتني لماذا تـُجَـرُّ كثير من  المدن الأردنية بالفتحة ولا تلْحقُها التنوين، مثل: مررت بعمانَ، وسكنت في إربدَ، وأنا من جرشَ، وأنْـعِم بعجلونَ …، قلتُ: إنها مجرورة بالفتحة لأنها أعلام أعجمية، وحَــرَّم العرب عليها الكسرة والتنوين  لتأكيد عُجْمَتها، فلم يغير الصحابة أسماءها للعربية، لأنهم يريدون خروج الناس من الظلمات إلى النور، وليس من لغتهم وقوميهتم إلى لغة الصحابة وعروبتهم.  2-فإن قال لك أحدهم إن الإسلام انتشر بالسيف، فاعلم أنك ضحية نصب واحتيال ثقافي، ولست أمام نقاش فكريِّ، فالمدن الأردنية العريقة الممنوعة من الصرف شاهد عدل يكذِّب هؤلاء الأدعياء، ولكن قد تحسن الظن بهم، وأن المسألة مسألة عدم معرفة فقط، فتصدق عليهم بتعليمهم سبب منع تلك المدن من الصرف، فإنما الصدقة للفقراء والمساكين، ومساكين المعرفة أشدُّ حاجة من مساكين المال. الطريق إلى السنة إجباري 20-7-2016

ضرروة التمييز بين الاقتصادي والفقهي في الاقتصاد الإسلامي

لا يمكن-في حال الصِّحة- أن يتناقض دور الفقيه أو يختلط مع دور الاقتصادي، ذلك لأن مجال الفقيه هو الحكم الشرعي الذي لا يعرف إلا من جهة الشارع، أما دور الاقتصادي فهو في مجال الحكم العادي الذي يُعرف بالعادة لا من جهة الشرع، فالبيع مشروع وكذلك الإجارة، أما تقدير مصلحة الإنسان أن يبيع أو يشتري أو يشارك فهذا يخضع لتقدير اقتصادي يعرف من جهة العادة لا من جهة الشرع، يعني أن الفقيه يقوم بدور شق الطرق المختلفة التي تؤدي إلى الوفاء بمصالح الناس، أَمّا أن يختار الإنسان من تلك الطرق ما يناسبه وما يصلح له فهو اختيار اقتصادي بحت لا علاقة للفقيه به، فأنَّى يبغيان وهما متكاملان، ولكل منهما مقام معلوم. الطريق إلى السنة إجباري walidshawish.com 19-7-2016

ذم الدنيا والثناء عليها ليسا متعارضين… حرَّم الله الحرام لتخليص النِّعمة من النِّقمة

  1-أثنى الله على الدنيا بما فيها من الخير، وذمها لما فيها من شر، يعني أثنى على خيرها، وذم شرها، فمن الخير الذي فيها المال، في قوله تعالى : (إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ)، أما الشر الذي فيها وصفه بأنه: (وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ)، فأوجب الزكاة وأحل البيع وأذن فيه شرعا، وحاشاه أن يكون شرَع لهوا ولعبا، ولكن اللهو واللعب يكونان فيما حرمه تعالى، كالربا والغرر، وبيع المحرمات كالخمر، وهو ما ذمه الشارع الحكيم. 2-لذلك جاء الشرع لحراسة نعمة المال، وليعيش  الإنسان الحياة الطيبة، وليصرف نعمة المال في قنواته النظيفة، التي تضمن تمام النعمة وكمال العيش، أما تحريم المحرَّمات فهو لتخليص نعمة المال مما يمكن أن يـَــعْلَق بها من الشرور والمفاسد، فحرم الله تعالى الربا والغرر وبيع المحرمات، لحراسة النعمة من النقمة، ولتخليص النعمة  من غوائل […]

Open post

شبهة: لو صلى الأئمة الأربعة خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجمَعهم محراب واحد، على أي مذهب ستكون صلاتهم؟؟

وجه إلي هذا السؤال وكانت مراعاة الافتراض واجبة لأنه شبهة قائمة، ويجاب على الشبهة على النحو الآتي: 1- صلاة النبي صلى الله عليه وسلم قطعية الدلالة: لا محل هنا لاجتهاد الأئمة أصلا، لأن محل اجتهادهم هو المسائل الظنية، ولما كان الحس بمشاهدة النبي -صلى الله عليه وسلم وسماعه قطعيا، لم تبقَ المسألة اجتهادية، وأصبحت قطعية كتحريم الخمر، وفرضية الصلوات الخمس، والقطعي ليس محلا لاجتهاد الأئمة، لأن كيفية صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- أصبحت قطعية. 2-سند النقل قطعي أيضا بالمشاهدة الحسية: أضف إلى ذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مبلِّغ عن الله تعالى، وصلاته دليل من أدلة الشرع، وهو قطعي ثانٍ غير الحس، وعليه يكون قد حصل القطع في صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم-  من جهتين: الأولى:  العصمة في البلاغ عن الله تعالى، والثانية: القطع في النقل عنه […]

شبهة: لماذا وصلَنا أربع مدارس فقهية للسلف فقط، أين بقية المجتهدين كالليث والأوزاعي؟!

1-من خصائص هذه الأمة الإسناد، سواء في النقل أم في الفهم، وهي بذلك أغلقت الطريق على الشيطان من جهة ضبط النقل وإحكام الفهم، فالأئمة الأربعة أصلوا الأصول بسندهم لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان لهم تلاميذ كثر أخذوا عنهم هذا المنهج وقاموا به، وبشرحه وتخريح المستجدات على تلك الأصول، وقاموا بتقييد أقوال الأئمة وتخصيصها، وبيان السابق من اللاحق والمطلق من المقيد من أقوالهم، لمعرفتهم الدقيقة بأقوال إمامهم، وصحبتهم الطويلة له، يعني أن هذه الأمة تناقلت الفهم عن رسوله الله صلى عليه وسلم طبقة عن طبقة، من طبقة الصحابة رضي الله عنهم، إلى طبقة التابعين. 2-وهذا لم يتيسر للمجتهدين الآخرين مثل: الأوزاعي والليث وغيرهم، حيث لم يكن لهم تلاميذ قاموا بتقييد أصولهم وطرقهم في التخريج، ومعرفة أقولهم المقَيَّدة من المطلَقة، والسابقة من اللاحقة، ولهذا السبب لا يجوز الإفتاء بأقوال […]

Posts navigation

1 2 3 116 117 118 119 120 121 122 137 138 139
Scroll to top