رد المجمل للمحكم في كلام الشاطبي (تقييد المطلق)

قيَّد الشاطبي البدعة بأن صاحبها يزيدها على الشرع بقصد زيادة التقرب لله تعالى، وما أطلقه الشاطبي في موضوع البدعة في موضع أو أجمله، فيجب رده إلى المحكَم في التعريف، وهو أن صاحب البدعة يتعبد بزيادة على الشرع مما ليس منه، كأن يُطلقَ المبتدع ما قيده الشارع، وبما أن التقييد للمطلق يكون بالقول لا الفعل ولو تكرر الفعل، فلا يعتبر من يحافظ على مراجعة جزء من القرآن بعد العصر مبتدعا ولو واظب عليه، لأن تكرار الفعل لا يقيد القول المطلق في قوله تعالى (وأن أتلو القرآن)، لأن التكرار أحد أفراد المطلق، بل تكون الزيادة على الشرع  بأن يقول المبتدع إن مراجعة جزء من القرآن بعد العصر هي سنة لها خصوصها، ليست موجودة في بقية الأوقات، فيكون المبتدع زاد من عنده قيدا على الشرع وهذا هو عين البدعة، أما اعتقاد مجرد التكرار بدعة فهو فلسفة تحكيم العادات في هدم مطلقات الشريعة وعموماتها وأقيستها.

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا يَنْجَبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

24  -جمادى الأولى-1444

18-12-2022

1 thought on “رد المجمل للمحكم في كلام الشاطبي (تقييد المطلق)

  1. ومن شاهد شيء من الجزاء الالهي لتكراره عبادة ما…فيضيف اليها فضل ما رآه…ليبلغ عن نعمة الله…فلا حرج بهذه الاضافة…ومن اخذ عنه بحسن ظنه به..فهي سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم..الذي وصانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأن نعض عليها النواجذ..حرصا على التمسك بها والعمل بها…فهم الورثة الذين ورثوا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منهاجه ومسلكه وصفاته واخلاقه…رضي الله عنهم اجمعين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top