(تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)

هذه الآية دليل على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خطاب موجه للجماعة، وليس للأفراد، يعني أن ما رأته الجماعة منكرا فإنهم ينهون عنه مثل مخالفة الإجماع، فلا إنكار في مسائل الاجتهاد التي تعددت فيها الاجتهادات المعتبرة، لأن هذه الاجتهادات المعتبرة وإن تردَّدَت بين الصواب بأجرين والخطأ بأجر واحد فهي جميعا في رضا الله وليست مخالفة للجماعة، فهي سعة ورحمة، فمن أنكرها فقد أنكر المعروف عند الجماعة ورضا الله في الأجر، وخرج أن يكون من أهل الآية(تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) بل صار من ( الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا)، فكيف بمَن يخالف الإجماع ويجعله سنة، ثم يأتي إلى ما فيه رضا الله ويجعله ضلالة، فهذا مما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم من انقلاب الشريعة بين يدي الساعة، حيث رأى الناس المعروف منكرا ونهوا عنه، ورأوا المنكر معروفا وأمروا به، حقا ولدت الأمة ربتها.

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا ينجبر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

23-رمضان -1444

14-4-2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top