جمال الأب الأصلع أبو كرش

يقدم الفن العفن والتسكع الثقافي الرجل الرشيق الطويل الأبيض على أنه العاشق النبيل، والمرأة النحيفة ممشوقة القوام ذات الخدود الوردية هي البطلة الجديرة بالمتابعة، وهو جمال جسدي مؤقت ما يلبث أن يتحول إلى فساد في الظاهر والباطن مع مرور السنين، أما الجمال الذي لا يزول فهو جمال الأب الأصلع أبو كرش عندما يخرج مع أذان الصبح وقلبه ينبض بحياة أبنائه وبناته، ليرى فيهم الجمال في اللباس والتفوق فهذا جمال يزيد مع الأيام ولا ينقص، أما الأم السمينة التي لا تنام إلا إذا نام أولادها، ولا ترى وجودا لها إلا في سعادة أبنائها ومستقبلهم الواعد، فهي تزداد جمالا كل يوم لأنها هي والأب يصنعان الجمال ولا يتصنَّعانه، وفي كل يوم يزداد البيت جمالا وروعة وهناء، ما لم يدخلهم عفن الفن، ورأسمالية التجميل في النفخ والشفط واللصق.

الروح المسافرة

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

13-شوال -1444

4-5-2023

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top