إن ظاهرة تعويم الشريعة بإلغاء رتبة التقليد،وانتشار ظاهرة التنحيت وهي حالة يصطنِع العامي لنفسه أدلة من الشريعة، ثم يقلد العوام هذا العامي، فهذا يسمى في علم الأصول تقليد المقلِّد، وعندما يرجِّح العامي فهذا لا يسمى ترجيحا، بل هو الرأي والرأي الآخر، ولا علاقة له بالشريعة، وترجيح العامي يدل أنه لا يفرق بين الترجيح ونقض الاجتهاد، بل ويضع هذا العامي فهمه القاصر على الرواية، ثم يقول فهمه وهو مذهب أبي هريرة، وألغى الفرق بين فقه الحديث ورواية الحديث، واصطنع شقاقا بين الحديث والفقه، واتخذ وراء ظهره قول النبي صلى الله عليه وسلم: (رب حامل فقه ليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ) والحديث الشريف يؤكد تكامل المدرسة الفقهية السنية مع المدرسة الحديثية، خلافا للمقلِّد ابن الجيران الذي سعى بالشقاق بينهما.