1-إن جهنم فيها مصلحة شرعية من حيث إنها مطهرة لأهل التوحيد من أهل الكبائر، ويصدق فيهم وعيد الله بالعذاب، ثم يتفضل الله تعالى عليهم بالجنة، فالنار عَدْله والجنة فَضلُه، وهذه المصلحة في النار استثناء وليست أصلا ، إذ النار مفسدة أي مفسدة ولو تفاوتت درَكاتها، فلا يقال إن الدَّرَكة الأعلى الأخف عذابا فيها مصلحة ليست في الدركة الأسفل، بل كل دركات النار مفاسد فلا مصلحة في الأعلى على الأسفل، فكما تقول فلان أجهل من فلان، فهذا لا يعني أن خيرا في الجهل الأقل.
2-وأما الجنة فكلها مصلحة لا مفسدة فيها مطلقا، فلا نقول لتفاوت درجات الجنة إن في الدرجة الأدنى مفسدة ليست في الأعلى، ذلك لأن التفاوت في الخير لا يعني وجود مفسدة في الأقل خيرا، كما تقول فلان أعلم من فلان، فلا يعني أن في العلم الأقل مفسدة، وهكذا الجنة كلها مصالح بلا أدنى مفسدة، أما النار فكلها مفاسد إلا ما شابها من مصلحة قليلة على سبيل الاستثناء.