تكاد كلمة الحداثة تتفق أن القارئ هو المستهلك النهائي للنص، والعبرة بمراد السامع وليس بمراد المتكلم، وأن المعنى لا نهائي، ويتعدد بتعدد القارئين، وظهر ذلك في فكرة اترك بصمتك على القرآن، في فهم الكتاب العزيز فهما فرديا خاصا، بحسب رؤى الأفراد، مما يعني أننا أمام أسباب اختلاف أجنبية في قراءة النص الديني، وليست هي أسباب الخلاف السائغة بين الفقهاء، ويغلب على فكر الحداثة قراءة نصوص الشريعة منفصلة عن بعضها، وتشترك مع الفكر الديني المعاصر الذي يستعمل الترجيح بمعنى نقض المذاهب المتبوعة، وتعويم الفكر الديني بمقولة: كل يؤخذ من قوله ويُرد، ليصبح الاجتهاد بحثا ضمن دورات التنمية البشرية، وتجاوز التراث، وعدم نهائية المعنى، وكل معنى بعده معنى آخر، لتعدد المعنى بتعدد القارئين، وهذا جعل الحليم حيرانا.