1-يضحِّي المسلم من باب التعبد، وله في أضحيته حظ في لحمها، فيضحي ليأكل منها ويذبحها لإكرام ضيفه أيضا، ونسمي التعبدَ بالأضحية القصدَ الأول، وحظَ العبد من لحمها القصدَ الثاني، وهذا القصد الثاني مُعِين على القصد الأول في شكر الله على بهيمة الأنعام، وهذا القصد الثاني معتبر شرعا، تفضلا من الشارع في مراعاة جبلة الإنسان تحت إذن الشارع، بشرط أن حظ العبد تابع بالقصد الثاني، والتعبد بالقصد الأول.
2- فإن ضحى العبد بعِجْل دون السنتين لكثرة لحمه وطيبه، فهذا هدَم القصد الأول في التعبد بالقصد الثاني الذي هو حظ العبد، وخرج من تحت إذن الشارع، وتفسيره المصلحة بكثرة اللحم مع مخالفة الشرع هو إحلال للمنفعة في الفكر الدنيوي محلَّ المصلحة الشرعية التي هي تحت إذن الشارع، وهذا الفكر هو الشريعة الوضعية المعاصرة التي فكَّت ارتباط ألفاظ الشريعة عن معانيها، وألغت مقاصد الشريعة، وأحَلَّت محلَّها المنفعة الدنيوية بتلبيسها لَبُوس المقاصد، حقا ولدت الأمة ربتها.